الأربعاء، 12 سبتمبر 2012

ملاكم عراقي يدير مقهى شعبياً ويحلم بألقاب عالمية


لم يجد حسين عقيل ابن الثالثة والعشرين أية صعوبة في مواصلة رحلته مع لعبة الملاكمة المتطلع لحصد ألقاب بطولاتها المحلية والخارجية، وبين إدارته لمقهى شعبي صغير جل رواده من أبطال هذه اللعبة ومدربيها المعروفين يستمد منهم إصراره لاستكمال رحلته مع لعبة الفن الجميل.
وإذا كان بطل العراق بالملاكمة يستهل مشواره اليومي في إدارة عمل مقهى شعبي يقع في قلب العاصمة في منطقة تعرف بعلاوي الحلة فجر كل يوم قبل أن ينتقل عصرا إلى تدريباته في مقر نادي الزوراء أشهر أندية العاصمة، فإن ساعات عمله تضعه على الدوام في أجواء لعبته المفضلة.
ويقول حسين عقيل سالم: «رغم عملي في المقهى صباح كل يوم، فإن لعبة الملاكمة تعيش معي. وطالما أن مدربي اللعبة وأبطالها من رواد المقهى أشعر بأن ذلك يدفعني لتحقيق نتائج جيدة في الملاكمة محليا وأسعى لألقاب خارجية في بطولات عربية وعالمية».
بدأ حسين عقيل رحلته مع الملاكمة منذ عام 2005 بإشراف أشهر مدربي العراق سعيد عبدالحسين مدرب المنتخب العراقي لسنوات طويلة، بعد أن وجد فيه هذا المدرب مقومات الملاكم الواعد الذي يسير على خطى والده بطل العراق السابق باللعبة.
وتدرج بعد ذلك مع فرق الفئات العمرية لنادي الزوراء صاحب أشهر مدرستين في كرة القدم والملاكمة في العراق. وانتقل إلى منتخب الشباب قبل أن يتم اختياره لتمثيل المنتخب العراقي الآن في الخط الأول في وزن 60 كيلوجراما.
ويقول عقيل، الذي يتنقل بخفة ورشاقة بين زبائن المقهى والصور المعلقة على الجدران لأعلام الملاكمة العراقيين: «أحرص على تدريباتي اليومية عصرا في مقر النادي.. أتدرب لعدة ساعات لكي أحافظ على مهاراتي وقدراتي الفنية، لذا أشعر بأن عملي في المقهى لم يؤثر على رحلتي مع الملاكمة ومزاولتها».
احتكر حسين عقيل (23 عاما) جميع ألقاب بطولات العراق للأندية منذ عام 2005 وحتى الآن، وشارك في بطولات عربية في الأردن وتواجد في بطولة دولية في باكستان أكثر من مرة آخرها العام الماضي لكن إصابة بسيطة غيبته عن بطولة دولية أقيمت مؤخرا في تركيا يسعى لتعويضها مستقبلا.
ويقول والده الملاكم البطل السابق عقيل سالم: «أنا فخور به كثيرا وأتمنى أن يكون له شأن في عالم الملاكمة فهو مجتهد فيها مثلما هو مجتهد في حياته العملية».
من جهة أخرى، يرى مدرب المنتخب العراقي الشهير سعيد عبدالحسين ونائب رئيس الاتحاد العراقي للملاكمة أن الملاكم حسين عقيل «مشروع لبطل مستقبلي قادر على إحراز ألقاب وبطولات لما يتمتع به من مميزات قل نظيرها لدى الآخرين».
ويضيف عبدالحسين «يتمتع الملاكم حسين بقدرات فنية منذ كان مع منتخب الناشئة وتطور سريعا مع باقي المنتخبات، وهو شاب ذكي يعرف كيف يستخدم مهاراته وسرعته في مواجهة خصومه، ويتميز باحترام لمدربه والتزامه بتعليماته وهذا جعله يتفوق باستمرار».
وعن الجوانب الفنية قال عبدالحسين: «يميل الملاكم حسين إلى الأسلوب الروسي في الملاكمة حيث يتمتع بحركات سريعة رشيقة وإجادته للتسديدات المستقيمة اليسارية السريعة والطويلة ضد خصومه وأصبح أشهر ملاكم في العراق في هذا الجانب».
ولم يخف أشهر مدربي العراق والمنطقة بالملاكمة سعيد عبدالحسين حجم المعاناة التي يواجهها الرياضيون العراقيون بشكل عام والملاكمون بوجه خاص «رغم غياب المراكز التدريبية الحديثة وقلة الدعم المالي حيث أغلب الرياضيين لا يحصلون على رواتب منتظمة، ومع ذلك فإنهم يواصلون رحلتهم مثلما هو الحال مع الملاكم حسين».

0 التعليقات :

إرسال تعليق